• محللون: الأسهم السعودية تترقب بقية نتائج الشركات .. وتأثيرات انخفاض «الأمريكية» مؤقتة

    24/03/2019

    عبدالعزيز الفكي من الدمام

    قال محللون ماليون، إن الأسهم السعودية تشهد منذ مطلع العام الجاري 2019، حركة تداول إيجابية، حيث نجحت في اختراق حاجز 8700 نقطة كأعلى مستوى منذ آب (أغسطس) 2015، واستبعدوا تأثيرا كبيرا للتراجع الحاد في إغلاقات الأسواق الأمريكية على السوق المحلية، مؤكدين أن تأثيرها مؤقت ومحدود، حيث تعتمد السوق أكثر على العوامل المحلية كنتائج الشركات المالية وتحركات أسواق النفط، وتتأثر بصورة أقل شدة مع التراجعات الدولية. 
    وأوضحوا لـ"الاقتصادية"، أن السوق السعودية ترتبط بعلاقة طردية مع السوق الأمريكية وقد تكون أكثر حدة في حالة الهبوط، وتضعف بشكل ملحوظ في حالة الارتفاع، لذلك أي عملية هبوط لحظي أو تصحيح لمؤشر (S&P500) سرعان ما يتفاعل معها مؤشر " تاسي".
    وقال عماد الرشيد، المحلل المالي، إن السوق السعودية تشهد منذ مطلع العام الجاري، حركة تداول إيجابية رغم الأوضاع السلبية لبعض الشركات وما تحقق من تراجع في الأرباح وتسجيل خسائر كبيرة، مضيفا أن السوق استطاعت اختراق حاجز 8700 نقطة والتي كان يتداول أدنى منها منذ أغسطس 2015، وهذا يعد إيجابيا لمواصلة الارتفاع واختراق حاجز 8900 نقطة، حيث يتوقع بلوغ 9120 نقطة.
    وأوضح أن ما سيسهم بشكل إيجابي ومباشر للاستمرار في هذا السيناريو الإيجابي، قطاعات البنوك والاتصالات والبتروكيماويات، التي ستشكل عامل جذب للمستثمرين في الفترة المقبلة، رغم التباين في مكررات الربح لشركات تلك القاعات.
    وأضاف، أنه منذ أن بدأ نشاط تداولات السوق، التي عزاها البعض لدخول المستثمر الأجنبي، إلا أن هذا الاعتقاد مستبعد باعتبار أن السوق لا تعاني نقصا في السيولة بقدر ما تعاني من قلة نشاط التداولات، حيث من المعروف لدى المتداول أن قيمة السيولة التي ستدخل لن تشكل أكثر 20 مليار دولار، وهذه القيمة لا تشكل تأثيرا كبيرا في تداولات السوق، مشيرا إلى أن دخول المستثمر الأجنبي ربما أسهم في لفت الانتباه إلى الفرص الاستثمارية المتاحة، مبينا أن أهم العوامل المحفزة للمستثمر الأجنبي للدخول في السوق يتمثل في ربط الريال بالدولار، وهذا يصنع استقرارا لعدم تذبذب أسعار العملة وبالتالي يلغي عامل القلق لدى المستثمر الأجنبي.
    من جانبه، أوضح أحمد السالم المحلل المالي، أن هبوط السوق الأمريكية كان متوقعا منذ أكثر من عام، نتيجة حجم ارتفاعه الكبير في السنوات الـ10 الماضية، بيد أن الأمر المقلق والسيئ للاقتصاد العالمي يتمثل في حجم التراجع وفترته الزمنية التي سيستغرقها، فإذا كان سريعا وقاسيا في بدايته سيكون تأثيره على الأسواق العالمية كبيرا حسب حجم وارتفاع كل سوق، فهناك أسواق ستعاني كثيرا، أما الأسواق الخليجية؛ عطفا على أدائها في السنوات الماضية من حيث الارتفاع في مؤشراتها، ستكون الأقل تأثرا من تقلبات الأسواق الأمريكية، وقد تلوح فرص غير متوقعة بسبب تراجعات الأسهم الأمريكية.
    وأضاف، أنه بعد انتهاء مهلة إعلان كامل النتائج المالية للشركات، يتوقع أن تتعرض السوق إلى موجة من جني أرباح تزيد من الثقة في السوق، ولكن ما يضعف هذا التوجه مواصلة المستثمر الأجنبي في زيادة محافظه في أسهم منتقاة مثل قطاع الاتصالات، وهو قطاع يفتح من شهية المستثمر الأجنبي في عمليات الشراء، فضلا عن قطاع التأمين حيث يدرك المستثمر أهميته كمصدر مهم لأي محفظة في الأسواق العالمية، ولهذا المستثمر يراقب هذا القطاع ولكن بشيء من الحيطة والحذر.
    بدوره قال الدكتور خالد البنعلي أستاذ المالية والاقتصاد في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، إن سبب انخفاض السوق الأمريكية الجمعة، ناتج عن توقعات بتباطؤ النمو الاقتصادي، الذي سيؤثر بدوره سلبا في أسعار النفط، رغم استمرار السعودية في تقليص حجم إنتاجها النفطي، وبالتالي فإن أسعار النفط ستكون في الأغلب ما بين متماسكة إلى ضعيفة بعض الشيء، وهذا سيكون له انعكاس سلبي على السوق الأمريكية، وسينعكس ذلك نفسيا على تعاملات السوق السعودية، لذا يتوقع حدوث تذبذب واضح في تعاملاتها خلال هذا الأسبوع، إلا أنه سرعان ما يعود الاستقرار والتحسن في نيسان (أبريل) المقبل.

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية